يعتبر كثيرون أن وضعية الجلوس مع وضع رجل على رجل -أو تقاطع الساقين- علامة توحي بالأناقة والثقة بالنفس، وقد تكون هذه الوضعية مألوفة من البرامج الحوارية أو المقابلات الرسمية، بل قد يتخذها البعض خلال الاجتماعات الهامة أيضا.
لكن السؤال الأهم: هل هذه الوضعية آمنة صحيا؟ أم أنها قد تُلحق بك ضررا خفيّا؟ هذا ما نستعرضه في السطور التالية.
من المستبعد جدا أن يتسبب وضع القدم على القدم أو تقاطع الساقين أثناء الجلوس بحالة طبية طارئة، إلا أنه، رغم ذلك، قد يُسبب ارتفاعا مؤقتا في ضغط الدم. لذا، عند فحص ضغط الدم، عادة ما يُطلب منك وضع كلتا قدميك على الأرض.
هذا ما توصلت إليه دراسة نُشرت في مجلة التمريض السريري عام 2010، والتي بحثت في تأثير وضعية تقاطع الساقين على ارتفاع ضغط الدم. تم خلال الدراسة قياس ضغط الدم لنحو 283 مريضا 3 مرات: المرة الأولى في وضعية الساق غير المتقاطعة، ثم المرة الثانية في وضعية الساق المتقاطعة، أما المرة الثالثة فكانت في وضعية الساق غير المتقاطعة مرة أخرى.

وفقا لما رصدته نتائج الدراسة، فقد حدث ارتفاع في ضغط الدم بشكل ملحوظ مع وضعية الساق المتقاطعة.
هنا، يجب التعرّف على ما يعنيه بالضبط ارتفاع ضغط الدم، وهو مشكلة تُصيب الشرايين، يضغط خلالها الدم بقوة على جدران الشرايين، مما يُجبر القلب على العمل بجهد أكبر لنقل الدم إلى أنحاء الجسم المختلفة.وتعتبر جمعية القلب الأميركية ضغط الدم ضمن النطاق الطبيعي عندما يكون أقل من 120/80. يُعتبر ضغط دمك مرتفعا إذا كان الرقم الأعلى أعلى من 130 أو الرقم الأدنى أعلى من 80.
إذا كان ضغط الدم لدى الشخص مرتفعا جدا، فقد تظهر عليه بعض الأعراض، منها:
الصداع الشديد
نزيف من الأنف
إرهاق أو تشوش ذهني
مشاكل أو ضبابية في الرؤية
ألم في الصدر
صعوبة في التنفس
عدم انتظام ضربات القلب
يُسمى ارتفاع ضغط الدم بـ"القاتل الصامت" لأنه عادة لا ينتج عنه أي أعراض تُشير إلى حدوثه. وقد يؤدي ارتفاع ضغط الدم غير المُعالج إلى أمراض خطيرة، والتي قد تصل إلى حد التعرض للسكتة الدماغية، وأمراض القلب، والفشل الكلوي، ومشكلات في العينين.
صحيح أن الدراسات دعمت الادعاء بأن وضعية تقاطع الساقين أثناء الجلوس قد ترفع من ضغط الدم، إلا أنها أظهرت أن هذا الارتفاع يكون مؤقتا فقط. ومع ذلك، إذا كان قد تم تشخيصك بالفعل كمريض ضغط مرتفع، أو كنت من المصابين بأمراض القلب، فينبغي تجنب الجلوس بهذه الوضعية لفترات طويلة من الوقت.
تقاطع الساقين قد يسبب آلاما أسفل الظهر
بخلاف رفع معدل ضغط الدم عن النطاق الطبيعي، يمكن أن تؤدي وضعية تقاطع الساقين أثناء الجلوس إلى المعاناة من آلام أسفل الظهر. الجلوس بهذه الوضعية، خاصة عند وضع ساق فوق الركبة، لفترات طويلة، يمكن أن يؤدي إلى دوران الحوض وميله، مما قد يؤدي، مع مرور الوقت، إلى اختلال محاذاة العمود الفقري، ويسبب ألما في أسفل الظهر.
وبشكل عام، عندما تكون وضعية الجسم، أثناء الوقوف أو الجلوس، غير صحيحة، فإن العضلات تتضرر، وقد يؤدي هذا إلى الشعور بالألم والتيبس.
ما طريقة الجلوس الصحيحة؟
حاول تجنب الجلوس في أي وضعية لفترات طويلة، لأن ذلك يؤدي إلى توتر العضلات والشعور بعدم الراحة والتعب. لمنع حدوث هذا، احرص على النهوض والتمدد والمشي لبضع دقائق على الأقل كل ساعة.

أيضا، هناك بعض النصائح التي تمكنك من الجلوس بشكل صحيح بدون مشكلات صحية، منها:
اجلس بوضع مستقيم واحرص على استرخاء كتفيك من دون أن تحني ظهرك.
اختر ارتفاعا مناسبا للكرسي يتيح لقدميك أن تظلا مستويتين على الأرض، وتجنب وضع ساق فوق الأخرى.
اجلس على الكرسي بطريقة تجعل ظهر الكرسي يدعم عمودك الفقري.
انتبه لوضعية رأسك، فلا تدع رأسك وذقنك يتقدمان على كتفيك، وحافظ على محاذاة أذنيك فوق كتفيك.
إذا كنت تستخدم شاشة كمبيوتر، فعليك أن تضعها في مستوى عينيك لمنع انحناء رقبتك للأمام أو للخلف.