هل تساءلت يوما عن سر تسميتها "الكوكب"؟ فعلا هي دولة ليست عادية، بل هي عالم مدهش يختلف عن أي مكان آخر في هذا الكون، إن زيارة اليابان بمثابة رحلة إلى كوكب آخر، حيث تختلط عجائب الطبيعة مع غرائب التكنولوجيا، وتلتقي التقاليد العريقة مع المستقبل المشرق.
في اليابان، ستجد نفسك في قلب عالم من الابتكارات التي لم تكن لتتصورها في أي مكان آخر. هل تخيلت يومًا أن تجد آلات بيع لا تقتصر على المشروبات أو الوجبات الخفيفة فقط، بل تقدم لك زهورا حقيقية وبيضا وحتى ملابس داخلية، أو ربما تتخيل أن تقيم في فندق الكبسولة، حيث تعيش داخل غرفة صغيرة تشبه الكبسولة الفضائية محاطا بالتكنولوجيا التي تجعل راحتك أولى أولوياتها؟
لكن العجائب لا تتوقف عند هذا الحد، فأنت ستجد القطارات الفائقة السرعة (شينكانسن) التي تسير بسرعات لا تصدق وتصل إلى وجهتك قبل أن تدرك ذلك، ستتعرف على المراحيض الذكية التي قد تجعلك تشعر وكأنك في المستقبل، إذ تعمل على تدفئة المقعد وتوفر لك خيارات تنظيف مبتكرة.
ومع ذلك، إذا كنت تفكر في اليابان بأنها مجرد تكنولوجيا متطورة، فانتظر لأن هناك المزيد. ستجد في شوارع نارا الغزلان وهي التي تتجول بحرية، وفي جزيرة الأرانب القطط التي تملأ الشوارع بحضورها الودود. وحتى في مجال الطعام فإنك ستجد الأطباق اليابانية تُقدم لك كما لو أنها قطع فنية، لا تقتصر على إرضاء معدتك فحسب.

اليابان هي بالفعل بلد يعج بالعجائب التي قد تبدو غريبة في البداية، لكنك ستدرك بسرعة كيف تندمج هذه الغرائب لتشكل إحدى أكثر التجارب السياحية إثارة، فكل زاوية وكل لحظة فيها تقدم لك شيئا جديدًا، بداية من التقنية المتقدمة وصولا لثقافتها الفريدة والعميقة.
عندما تتجول في اليابان، ستلاحظ غيابا شبه تام لحاويات القمامة في الأماكن العامة. ومع ذلك تبقى الشوارع نظيفة بشكل مدهش، مما يثير فضولك. السبب وراء ذلك يعود إلى فلسفة اليابانيين في الحفاظ على البيئة والمسؤولية الشخصية.
ففي الثقافة اليابانية يُشجع الأفراد على حمل نفاياتهم معهم حتى يتمكنوا من التخلص منها في المنزل أو في أماكن محددة، مثل محطات القطارات. ولهذا يعزز هذا الأمر الشعور
ورغم أن الغياب شبه التام لحاويات القمامة ربما يعد أمرا مزعجا لفئة غير قليلة من السياح، فإنه من المرجح أن الدولة توفر الكثير من النفقات من عدم وضع صناديق لرمي المهملات في جميع الأماكن. بالمسؤولية الجماعية تجاه النظافة، وهو جزء من التزام اليابانيين بالنظام واحترامهم الأماكن العامة.

في منطقة وادي أواكوداني القريبة من جبل فوجي في العاصمة اليابانية، ستجد "البيض الأسود"، وهو بيض يُطهى في مياه الينابيع الحارة الغنية بالكبريت، حيث تؤدي الحرارة والتفاعلات الكيميائية إلى تحويل القشرة إلى اللون الأسود، بينما يبقى البيض من الداخل كما هو، وتقول الأسطورة في اليابان إن تناول بيضة واحدة يطيل العمر سبعة أعوام.
ولذلك فإن تجربة أكل البيض الأسود ليست فقط غريبة، بل تُشعرك أيضا بأنك جزء من ثقافة فريدة تربط الطعام بالطبيعة والأساطير

عندما تقابل شخصا يابانيا ستلاحظ أن تحيته تكون عبارة عن انحناء، وهذا التقليد يعبّر عن الاحترام والتقدير المتبادل، ويختلف عمق الانحناء حسب الموقف أو الشخص. ويُعد هذا السلوك جزءا لا يتجزأ من التفاعل اليومي، ويُبرز التواضع والأخلاق العالية في الثقافة اليابانية.
يعد الابتسام في اليابان من أبرز الأفعال التي يحبها اليابانيون، إذ يبتسمون ليعبروا عن ترحيبهم بالآخر في كل الأماكن والمواقف، وخاصة في أماكن العمل التي تستقبل الزوار، وهم يفعلون ذلك حتى لو لم يشعروا برغبتهم بفعل ذلك من داخلهم، ففي هذه الحالة يعتبرونها واجبا عليهم.ويصل عمق بعض محطات المترو إلى عدة طوابق تحت الأرض وعدة طوابق فوق الأرض، ولذلك شبكة القطار في اليابان من بين الأكبر عالميا.