بركان القارب المقلوب

غرائب / 2025-05-05
بركان القارب المقلوب

تانجكوبان بيراهو.. "القارب المقلوب" الذي يجمع بين الأسطورة والعظمة البركانية

تقع إندونيسيا، أكبر أرخبيل في العالم، في قلب ما يُعرف بـ"حزام النار" في المحيط الهادئ، وهي من أكثر الدول نشاطًا زلزاليًا وبركانيًا، إذ تحتضن بين جزرها أكثر من 130 بركانًا نشطًا. ومن بين هذه العجائب الجيولوجية، يبرز بركان تانجكوبان بيراهو الواقع في جزيرة جاوة الغربية كأحد أبرز المعالم الطبيعية والسياحية التي تختزل في شكلها الجمال والمهابة والأسطورة.


"القارب المقلوب".. اسم يحمل حكاية

يحمل البركان اسمه الغريب من شكله الفريد الذي يشبه قاربًا مقلوبًا، وهو مستوحى من أسطورة محلية شهيرة تحكي قصة الشاب "سانجكوريانج" الذي وقع دون أن يعلم في حب والدته "دايانج سومبي". وعندما اكتشفت الحقيقة، طلبت منه بناء قارب ضخم خلال ليلة واحدة كشرط للزواج بها، لكنه فشل، فركل القارب من شدة الغضب، لينقلب ويتحول إلى البركان الحالي.


موقع يسهل الوصول إليه.. وتجربة لا تُنسى

يقع تانجكوبان بيراهو على بُعد نحو 3 ساعات من جاكرتا وساعة واحدة فقط من باندونج، المدينة المعروفة بمزارع الشاي وينابيعها الساخنة. ويتمتع زوار البركان بفرصة الصعود حتى ارتفاع 2000 متر فوق سطح البحر لمشاهدة فوهة "راتو"، إحدى أبرز فوهاته، التي تضم بحيرة كبريتية براقة تنبعث منها الأبخرة الساخنة في مشهد خلاب يذكر بسطح القمر.


على أطراف الفوهة، يُفاجأ الزوار بمسجد أزرق صغير يمنح المكان لمسة روحانية وسط تضاريس بركانية قاسية، ويمكن استكشاف الفوهة عبر المشي أو ركوب الخيل أو السيارة، لكن يُنصح بالتجوال في ساعات النهار فقط.


أكثر من مجرد فوهة

إلى جانب "راتو"، يضم البركان أكثر من 12 فوهة أخرى، منها ثلاث تُعد وجهات سياحية شهيرة، لكن الوصول إليها يتطلب المشي لمسافات أطول. وتبرز من بينها فوهة "دوماس" الواقعة في سفح الجبل، التي تجذب الزوار بسبب ينابيعها الساخنة المعروفة بفوائدها الصحية والعلاجية.



جمال هادئ يخفي قوة كامنة

ورغم ما يقدمه من هدوء وسحر، لا يزال تانجكوبان بيراهو بركانًا نشطًا، حيث سجّل آخر ثوران له في عام 2013، مطلقًا سحابة من الرماد البركاني بارتفاع 500 متر دون أن يتسبب بخسائر بشرية، لكنه أكد أن قوة الطبيعة لا تزال حاضرة خلف هذا الجمال الظاهري.


بين الأسطورة والحقيقة

يمثل تانجكوبان بيراهو أكثر من مجرد معلم طبيعي؛ إنه تجسيد فريد لالتقاء الأساطير الشعبية بجمال الطبيعة وقسوتها. وهو من الأماكن التي تخلد في ذاكرة كل من يزورها، ليس فقط بسبب منظره الساحر، بل أيضًا لما يحمله من رمزية ثقافية وتاريخية تجعل زيارته تجربة لا تُنسى.

Link Copied

© 2022 mradioiraq كل الحقوق محفوظة. صمم بواسطة
M Entertainment & Technology