أعلنت دولة الإمارات العربية المتحدة عن إدراج مادة الذكاء الاصطناعي بشكل رسمي ضمن مناهج المدارس الحكومية ابتداءً من العام الدراسي 2025-2026، وذلك في خطوة رائدة تهدف إلى تعزيز قدرات الجيل الجديد في مجال التكنولوجيا المتقدمة، وترسيخ مكانة الدولة كمركز إقليمي وعالمي للابتكار.
وبحسب وكالة أنباء الإمارات، فإن المنهج الجديد سيُعتمد تدريجياً بدءاً من مرحلة رياض الأطفال وحتى الصف الثاني عشر، وسيُركّز على الوعي الأخلاقي للذكاء الاصطناعي، إلى جانب المفاهيم التقنية الأساسية والتطبيقات العملية، بهدف تمكين الطلاب من فهم الذكاء الاصطناعي واستخدامه في حياتهم اليومية.
شراكات استراتيجية لتطبيق المنهج
ولضمان تنفيذ البرنامج بكفاءة، أبرمت وزارة التربية والتعليم شراكات مع عدد من الجهات الرائدة في المجال، أبرزها Presight، وAI71، وجامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، وكليات التقنية العليا. وتأتي هذه الخطوة في إطار استراتيجية وطنية شاملة تستثمر في الإنسان وتعمل على بناء نظام تعليمي متطور قائم على المعرفة والتكنولوجيا.
منهج متكامل بـ 7 محاور رئيسية
يتضمن المنهج الجديد سبعة مجالات رئيسية تغطي جميع أبعاد الذكاء الاصطناعي، وهي:
المفاهيم الأساسية
البيانات والخوارزميات
استخدام البرمجيات
الوعي الأخلاقي
التطبيقات الواقعية
الابتكار وتصميم المشاريع
السياسات والارتباط المجتمعي
تطبيق تدريجي وفق 3 مراحل تعليمية
وسينقسم المنهج إلى ثلاث مراحل تتناسب مع الفئات العمرية:
رياض الأطفال: أنشطة مرئية وتفاعلية، قصص وألعاب تُعرّف الأطفال بالتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي بطريقة مبسطة.
المرحلة الابتدائية: تعزيز التفكير الرقمي من خلال مقارنة البشر بالآلات واكتشاف الاستخدامات اليومية للذكاء الاصطناعي.
المرحلة الإعدادية: تصميم وتقييم أنظمة الذكاء الاصطناعي، مع التركيز على مفاهيم التحيّز الأخلاقي والشفافية.
المرحلة الثانوية: تعليم مفاهيم متقدمة مثل هندسة الأوامر، وتطبيقات الذكاء الاصطناعي في السيناريوهات الواقعية، بما يُؤهل الطلاب للجامعات وسوق العمل.
دون زيادة في ساعات التدريس
أكدت وزارة التربية والتعليم أن إدراج مادة الذكاء الاصطناعي سيتم ضمن الجدول الدراسي الحالي دون إضافة حصص جديدة، وسيُدرّس من قِبل معلمين مختصين ضمن إطار مواد الحوسبة والتصميم الإبداعي والابتكار. كما ستُوفّر الوزارة أدلة تعليمية شاملة تتضمن خطط دروس قابلة للتكييف، لضمان تكامل المادة مع مختلف بيئات الفصول الدراسية.
خطوة نحو المستقبل
ووصفت الوزارة إدراج الذكاء الاصطناعي في التعليم بأنه خطوة استراتيجية تهدف إلى إعداد جيل قادر على قيادة التحول الرقمي، وابتكار حلول ذكية للتحديات المستقبلية، مع الالتزام بالمبادئ الأخلاقية في التعامل مع التكنولوجيا.