رغم التحذيرات المستمرة من الأضرار النفسية والصحية الناتجة عن قضاء الأطفال وقتًا طويلاً أمام الشاشات، إلا أن العديد من الآباء لا يزالون يتجاهلون هذه المخاطر. فالأبحاث تشير إلى ارتباط طويل الأمد بين قضاء الوقت على الشاشات والتأخر الإدراكي، والقلق، والاكتئاب. كما أن الأكاديمية الأمريكية لطب نفس الأطفال والمراهقين حذرت من أن السماح للأطفال بالتحديق في الشاشات لفترات طويلة منذ سن مبكرة قد يضر بنموهم العقلي والاجتماعي.
أظهرت التقارير أيضًا أن 42% من الأطفال في الولايات المتحدة يمتلكون هواتف في سن العاشرة، وتزداد هذه النسبة إلى 91% عند بلوغهم سن 14. ورغم هذه الأرقام، فإن إرشادات الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال توصي بتقليل وقت الشاشة للأطفال دون سن الثانية إلى الحد الأدنى، بحيث يكون وقت المشاهدة مع شخص بالغ. أما الأطفال من سن الثانية إلى الخامسة فيجب ألا يتجاوزوا ساعة واحدة يوميًا من استخدام الشاشات.
لكن الواقع يختلف بشكل كبير؛ إذ كشفت دراسة لعام 2025 أن الأطفال دون سن الثانية يشاهدون الشاشات لمدة تزيد على ساعة يوميًا، بينما يشاهد الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين سنتين وأربع سنوات حوالي ساعتين يوميًا.
الاستطلاعات أظهرت أن 60% من الآباء قالوا إن أطفالهم استخدموا التكنولوجيا قبل تعلم القراءة، و42% يشعرون بالقلق بشأن الوقت الذي يقضيه أطفالهم أمام الشاشات، و49% يعبرون عن قلقهم بشأن الصحة النفسية لأطفالهم. وقال نحو 75% من الآباء إن أطفالهم يحتاجون إلى الابتعاد عن "سموم" التكنولوجيا.
وأوضحت عالمة النفس بيكي كينيدي أن السبب في عدم استجابة الآباء للتحذيرات يعود إلى "اليأس"، مشيرة إلى أن العديد من الآباء يستخدمون الشاشات كأداة لإجبار أطفالهم على أداء الواجبات أو لتهدئتهم أثناء التسوق. وأكدت أن الآباء يجب أن يدركوا أن انغماسهم في هواتفهم يزيد من صعوبة وضع حدود للأطفال.