معركة الرقائق.. واشنطن تعزز دفاعاتها التكنولوجية ضد بكين

اخبار / 2025-04-26
معركة الرقائق.. واشنطن تعزز دفاعاتها التكنولوجية ضد بكين

تتسارع القوى الكبرى لتوسيع قدراتها في مجال أشباه الموصلات والذكاء الاصطناعي، إدراكًا منها بأن السيطرة على هذه الصناعات المتقدمة أصبحت جزءًا أساسيًا من معادلات الأمن القومي والتفوق الاستراتيجي. وفي هذا السياق، أعلنت شركة "TSMC" التايوانية عن استثمار ضخم قدره 100 مليار دولار في الولايات المتحدة، بهدف دعم تصنيع الرقائق الإلكترونية، في خطوة وصفها الرئيس الأميركي دونالد ترامب بأنها "خطوة هائلة من أقوى شركة في العالم".


وبحسب تقرير من شبكة "سي إن بي سي" الأميركية،

فإن هذا الاستثمار سيُرفع إجمالي استثمارات "TSMC" في الولايات المتحدة إلى 165 مليار دولار، وستخصص لبناء خمسة مرافق تصنيع جديدة في ولاية أريزونا. هذا الاستثمار يعكس الجهود المستمرة لإدارة ترامب لجعل الولايات المتحدة مركزًا رئيسيًا للذكاء الاصطناعي، ويعزز جهودها في إعادة تصنيع الرقائق في أميركا بعد انتقال جزء كبير من الصناعة إلى الخارج.


كما أشار ترامب

إلى أن تعزيز إنتاج أشباه الموصلات في الولايات المتحدة يعد أمرًا حيويًا للأمن الاقتصادي والوطني، في ضوء التوترات الجيوسياسية المتزايدة، خاصة بين الصين وتايوان. ويُتوقع أن يسهم هذا الاستثمار في تقليل الاعتماد الأميركي على تايوان وكوريا الجنوبية، ويقلل من المخاطر المرتبطة بالوضع السياسي في تلك المناطق.


من جهته، أوضح الدكتور حسين العمري، أستاذ علم الحاسوب وخبير الذكاء الاصطناعي في كاليفورنيا، أن هذا الاستثمار الاستراتيجي من "TSMC" له تداعيات كبيرة على صناعة الرقائق، حيث سيسهم في تقليص الاعتماد على مصانع تايوان ويعزز قدرة الولايات المتحدة على التحكم في صادرات التكنولوجيا المتقدمة، مثل تقنيات الذكاء الاصطناعي.

وأكد العمري أن هذا سيزيد من الضغط على الصين التي لا تزال متأخرة في تقنيات أشباه الموصلات المتقدمة، مما يجعل من الصعب عليها الحصول على الشرائح المتطورة.


ويضيف العمري أن هذا الاستثمار قد يعزز قدرة أميركا على إبطاء تقدم الصين في تطوير الرقائق المتقدمة، ويسهم في تحسين سرعة التوريد وتقليل التكاليف من خلال التصنيع المحلي. كما يتوقع أن يعزز هذا من قدرة الشركات الأميركية الكبرى مثل "Apple" و"AMD" و"NVIDIA" على الحصول على شرائح متطورة بسرعة أكبر.


إلى جانب ذلك، يشير الخبير التكنولوجي محمد الحارثي إلى أن المنافسة في صناعة الرقائق الإلكترونية أصبحت جزءًا من التنافس الأوسع بين الولايات المتحدة والصين في مجال التكنولوجيا. وأوضح الحارثي أن الولايات المتحدة، من خلال دعمها للشركات المصنعة المحلية، تسعى إلى تقليل الاعتماد على الصين، بينما تسعى الصين إلى إيجاد بدائل لتصنيع الرقائق بسبب الضغوط الأميركية المستمرة.


وتأتي هذه الاستثمارات في الوقت الذي تسعى فيه الولايات المتحدة أيضًا لاستقطاب المزيد من الاستثمارات في مجال الحوسبة الكمومية والمعالجات الكمّية، وهو مجال يعتقد الخبراء أنه سيكون ذا أهمية استراتيجية في المستقبل القريب.

Link Copied

© 2022 mradioiraq كل الحقوق محفوظة. صمم بواسطة
M Entertainment & Technology